الأحد، 22 ديسمبر 2013

السادات لجولدا مائير : انت أجدع رجل في إسرائيل!


عندما هبطت طائرة الرئيس السادات ليلة ١٩ نوفمبر ١٩٧٧ والتي صادفت وقفة عيد الأضحي المبارك في ذلك العام ..عندما هبطت طائرته في مطار بن جوريون الإسرائيلي بمدينة تل أبيب  وبعد هبوطه من سلمها في وقت كان العالم يجلس أمام شاشات التليفزيونات مشدوها مما يجري حيث سجلت المتابعة التليفزيونية لاستقبال السادات في إسرائيل أكبر نسبة مشاهدة تليفزيونية في العالم متعادلة بذلك مع متابعة لحظة هبوط أول  رائد فضاء علي سطح القمر ( الأمريكي نيل أرمسترونج يوم ٢٠ يوليو ١٩٦٩ ) . وبينما كان جميع الحاضرين في استقباله وفي مقدمتهم مناحم بيجن رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك في حالة من التوتر الشديد لاندهاشهم وعدم تصديقهم بأن السادات فعلا سيصل في زيارة لإسرائيل ..بدي هو علي عكس الجميع في حالة من الهدوء والصفاء الذهني الذي لا يصدق .. بل والأكثر من ذلك عندما بدأ في مصافحة المستقبلين من الوزراء والسياسيين الاسرائيليين لم ينس روحه المرحة ومداعباته المعروفة وعندما جاء الدور لمصافحة جولدا مائير زعيمة المعارضة وحزب العمل ورئيسة الوزراء التاريخية لإسرائيل خلال فترات طويلة متعاقبة تخللتها حرب أكتوبر المجيدة نظر السادات لجولدا مبتسما وهو يصافحها ودار هذا الحوار ..
السادات : اتعرفين ماذا يقولون عنك يامسز مائير في مصر ؟ 
جولدا مائير وقد بدت علي وجهها ملامح الدهشة والمفاجأة وهي التي همست قبل دقائق في أذن مناحم بيجن عندما رأت السادات يهبط علي سلم الطائرة ( إنه شيء لايصدق !!) : نعم ياسيادة الرئيس ..ماذا يقولون عني في مصر ؟!!
السادات ( وقد اتسعت ابتسامته ) : يقولون إنك أجدع رجل في إسرائيل !
جولدا مائير وقد أقطبت جبينها وهي تنظر في وجه السادات نظرة حادة متأملة وكأنها تحاول أن تستنتج ماوراء هذه الكلمات وقد فاجأها التعليق تماما حتي أنها صمتت للحظات ثقيلة وكأنها تفكر فيما سترد به علي السادات ثم قالت : سأعتبر ذلك مدحا ياسيادة الرئيس .
فضحك السادات بصوت مسموع وضحك معه كل المستقبلين الإسرائيليين ممن استمعوا لهذه الدعابة ثم انصرف السادات ليصافح من يليها في صف المستقبلين  . 

ليست هناك تعليقات: